استحينا منكم يأهل غزة

غزه2 استحينا منكم يأهل غزة

ننام أمنين ولا نخاف على أحبابنا شي سوي الموت على هذه الغفله، وهم إن استطاعوا النوم تحت أصوات الطائرات الحربية فهم لا يأمنون العيش ساعة، وأطفالنا يبكون دلعًا ودلالًا فنحضر لهم ما يشتهون، وأطفالهم منذ أيام ما أكلوا، ولا شربوا، وتتطاير أجسادهم من مبنى لأخر من قوة التفجير، وتتبعثر، فكيف لا نستحي أن نعيش منعمين، ولنا إخوة يستغيثون بنا، ولا نجيب، كعربيد في حالة سكر لا يعي شي من حوله.

يقول الله في محكم كتابه “قل متاع الدنيا قليلٌ والاخرةُ خيرٌ لمن اتقا ولا تظلمون فتيلا” قليل!! ولا يستحق ان نخسر لأجله دار النعيم التي أعدها الله لمن مات على الدين الذي ارتضاه الله لنا، والذي يدعونا الى نصرة إخوتنا، لقد خذلناهم حتى استحينا من الله، ويلي الآية السابقة آية أخرى يقول الله تعالي فيها “أينما تكونوا يدرككم الموت ولو كنتم في بروجٍ مشيدة” الموت سيدركنا جميعا، وتتعدد أسبابه و الموت واحد، فكيف نخاف منه، ونفر كأننا سنفر من ملكوت الله، ونرضى أن نموت بذل وهوان، ولا نطيق سبيل العزة الذي دلنا الله عليه، وتذكر أن الله سينصر عباده بك أو بدونك.

بؤس وضياع، تعاسه وضنك، أن تُحسب بين الناس مسلمًا وكل أفعالك تقول أنك لست منهم، ليست فطنه منك، ودهى أن رأيت الحق المبين ثم أخترت المنعطف الاخر من أجل شي من الدنيا، إن التاريخ لا يسلط الضوء على المتخاذلين؛ فسطوع نور الشرفاء يطغى، فاختر أي طريق تريد ما زالت الفرصة متاحة.

اليوم أشبه بالأمس ولنا في هذا الحكاية عبرة، حيث يُحكى أن ابنة هولاكو كانت تتجول في شوارع بغداد، فرأت حشدًا غفيرًا من الناس قد تحلقوا حول عالم من علماء المسلمين، فسألت حرَّاسها: ما هذا؟فقالوا: عالم من علماء المسلمين يجتمع الناس حوله عادة،فأمرت أن يأتوها به مربوط اليدين والرجلين بعمامته، ففعلوا، ولما وضعوه بين يديها سألته: أنت عالم من علماء المسلمين؟فقال: نعم، فقالت: إن الله يُحبنا ولا يحبكم، فقد نصرنا عليكم ولم ينصركم علينا، فقال لها: أتفُكين وثاقي وتعطيني الأمان، وأجيبكِ؟فأمرت بوثاقه فَفُكَّ، وأعطته الأمان ، فقال لها: أتعرفين راعي الغنم؟ قالت: كلنا نعرفه فقال: ما يفعل إن شردت غنمه وما أطاعت أمره؟قالت: يُرسلُ عليها كلابه لتعود إليه قال: فإن عادتْ إليه ماذا يصنع؟قالت: يكفيها شرّ كلابه فقال: وهذا مثلنا ومثلكم، إن الله هو الراعي، ونحن غنمه، وأنتم كلابه، وما سلط الراعي الكلاب على الغنم إلا لأنها خالفت أمره، فإن عادت إليه ردّ كلابه عنها!

موقع إرسال


شارك هذا المحتوى: