ما هو مرض السكري؟

السكري هو اضطراب مزمن في عملية التمثيل الغذائي (الأيض)، ينتج عن خلل في إنتاج الأنسولين من البنكرياس أو ضعف استجابة خلايا الجسم له، مما يؤدي إلى ارتفاع مستويات السكر (الجلوكوز) في الدم.

الجلوكوز هو المصدر الأساسي للطاقة في الجسم، والأنسولين هو الهرمون الذي يساعد في إدخاله إلى الخلايا، بدون تنظيم جيد للجلوكوز تتأثر أعضاء الجسم تدريجيًا خصوصًا القلب، والكلى، والعينين، والأعصاب.

في 1921 تم اكتشاف الإنسولين بواسطة الباحثين الكنديين فريدريك بانتينغ وجون جيمس ريكيتس، وبهذا بدأ العصر الحديث لعلاج السكري.

كم نوع لمرض السكري؟

يوجد 3 أنواع رئيسية لمرض السكري:

1. السكري من النوع الأول (Type 1): سببه مهاجمة مناعة الجسم لخلايا البنكرياس المنتجة للأنسولين، يصيب غالبًا الأطفال والشباب، يتطلب حقن أنسولين مدى الحياة.

2. السكري من النوع الثاني (Type 2): سببه مقاومة الجسم للأنسولين أو نقص إفرازه التدريجي، وهو النوع الأكثر شيوعًا ويصيب البالغين، وغالبًا ما يرتبط بالسمنة وقلة الحركة، ويُعالج بالحمية، والرياضة، وأدوية فموية، وأحيانًا أنسولين.

3. سكري الحمل: يصيب بعض النساء أثناء الحمل، وقد يختفي بعد الولادة، إذا لم يُعالج، يمكن أن يؤثر على الأم والجنين.

أبرز أسباب الإصابة بالسكري

من أبرز أسباب الإصابة بالسكري النوع الأول العوامل المناعية والوراثية، وكذلك فيروسات قد تهاجم البنكرياس، أما النوع الثاني فتسببة السمنة وخصوصًا دهون البطن، و قلة النشاط البدنين، والنظام الغذائي عالي السكريات والدهون، والتوتر المزمن، والتاريخ العائلي.

ما هو علاج مرض السكري؟

النوع الأول علاجه حقن أنسولين يومية، ومراقبة مستمرة لنسبة السكر، وحمية متوازنة ونشاط رياضي، أما النوع الثاني فعلاجه تغييرات في نمط الحياة كالحمية والرياضة، وأدوية فموية مثل: Metformin، وهناك بعض الحالات تحتاج أنسولين أو أدوية جديدة مثل GLP-1 agonists.

أما سكري الحمل فيُعالج عادةً من خلال تغييرات في نمط الحياة، مثل اتباع نظام غذائي صحي منخفض السكريات والدهون، وممارسة الرياضة الخفيفة بانتظام (مثل المشي)، ومراقبة مستوى السكر في الدم بشكل مستمر.

وإذا لم تكفِ هذه الإجراءات للسيطرة على سكري الحمل ومستوى الجلوكوز، فقد يصف الطبيب الأنسولين كعلاج آمن خلال الحمل، وتُتابَع الحالة بدقة لتفادي المضاعفات على الأم والجنين، ويُختبر السكر مجددًا بعد الولادة لتحديد ما إذا كانت الحالة مؤقتة أم مستمرة.

الأعشاب التي تساعد في تخفيف أعراض السكري

الأعشاب لا تُغني عن الدواء، لكنها تُستخدم كمكمل بإشراف طبي، وأشهر الأعشاب المفيدة:

القرفة: تساعد في تحسين حساسية الجسم للأنسولين.

الحلبة: تُخفض من مستوى الجلوكوز وتحسّن التمثيل الغذائي.

الزنجبيل: يقلل الالتهابات ويحسن مقاومة الأنسولين.

الكركم: يحتوي على الكركمين، وهو مضاد قوي للأكسدة.

ورق الزيتون: ثبت أن له تأثيرًا في خفض السكر وتحسين ضغط الدم.

دراسات حديثة وتجارب سريرية

دراسة في 2021 من مجلة ذا لانسيت للسكري والغدد الصماء (The Lancet Diabetes & Endocrinology) : أظهرت أن مرضى السكري من النوع الثاني الذين خضعوا لنظام غذائي منخفض السعرات الحرارية (حوالي 850 سعرة حرارية يوميًا) لمدة 12 أسبوعًا، تمكن أكثر من 45% منهم من عكس المرض مؤقتًا.

دراسة تجريبية لشفاء السكري (DiRECT Study(Diabetes Remission Clinical Trial))في بريطانية: أظهرت أن بعد عامين من الالتزام بنمط غذائي صارم تمكن 36% من المرضى من التوقف عن تناول أدوية السكري تمامًا.

بحث من جامعة هارفارد: أظهر أن ممارسة الرياضة الهوائية 150 دقيقة أسبوعيًا ساهمت في تحسين مستويات السكر وخفض مقاومة الأنسولين.

متى يجب الحذر من التمر أو الطعام أو الأعشاب؟

لا يُنصح بتناول الأعشاب العشوائية دون استشارة الطبيب، ويجب تجنب السكريات البسيطة والخبز الأبيض والمشروبات الغازية، والحذر من “العسل والتمر” لمن لديهم سكري غير منضبط، ويجب مراقبة مستوى السكر يوميًا وخاصة بعد التجارب الغذائية.

نصائح إذا كان في عائلتك مريض سكري

قدم للمرض الدعم العاطفي ولا تجعل المريض يشعر بالذنب أو بالعجز، فالسكري مرض مزمن، وساعده في النظام الغذائي وابتعدوا عن المغريات أمامه، وشجعه على المشي اليومي، وشاركه النشاط البدني، واحرص على تذكيره بالدواء والفحص خاصة عند الانشغال، وتابع معه المستجدات الطبية وأخبِره بلطف بما تتعلّمه لتفيده.

مرض السكري بداية لنمط حياة مختلف، ويمكن السيطرة عليه بالعلم والوعي والالتزام، بل والتعايش معه بصورة طبيعية.

موقع إرسال