

تُعتبر الزراعة في المناطق الحارة، مثل دول الخليج العربي، من المجالات التي تتطلب استراتيجيات خاصة، للتكيف مع الظروف المناخية القاسية، فإرتفاع درجات الحرارة، وإنخفاض معدلات الرطوبة، يؤثر بشكل كبير على نوعية المحاصيل وطرق الزراعة، ويجعل فهم المناخ، واحتياجات المحاصيل، من أهم الاسباب لنجاح هذه الزراعة.
المحاصيل المناسبة للزراعةفي المناطق الحارة
أن الزراعة في الخليج العربي تعتمد على المحاصيل القادرة على التكيف مع المناخ الحار، من بين هذه المحاصيل: الطماطم التي تحتاج إلى حرارة عالية، ويمكن أن تُزرع في فصليّ الربيع والخريف، والفلفل الذي يُفضل درجات الحرارة المرتفعة، وأما التمور فتُعتبر من المحاصيل الرئيسية في المنطقة، حيث تتحمل الظروف الجافة، والرمان كذلك يتكيف بشكل جيد مع المناخ الحار ويمكن زراعته في الربيع، والذرة تزرع في أوائل الصيف.
تتأثر مواعيد زراعة المحاصيل بشكل كبير بالمناخ في الخليج العربي، حيثُ يُفضل الزراعة خلال فصول معينة، ففصل الربيع يعتبر من الفصول المثالية لزراعة العديد من الخضروات والفواكه، حيث تكون درجات الحرارة معتدلة نسبيًا، وأما فصل الخريف تنخفض فيه درجات الحرارة بعد الصيف الحار مما يساعد على إنجاح الزراعة، وفي فصل الصيف يمكن زراعة الذرة والفلفل، ولكن يتطلب الأمر تقنيات ري متقدمة لحماية النباتات من الحرارة الشديدة.
تقنيات الزراعة في المناخ الحار
تتطلب الزراعة في المناطق الحارة استخدام تقنيات معينة لضمان نجاح المحاصيل، من بين هذه التقنيات الري بالتنقيط فهو يساعد في توفير المياه بشكل فعال، مما يقلل من الفاقد ويضمن وصول المياه إلى الجذور، و تقنية تظليل النباتات باستخدام الأقمشة أو الهياكل لتوفير الظل للنباتات خلال ساعات الذروة الحرارية، ولزيادة فرص النجاح في الزراعة يُفضل اختيار اصناف من النباتات الاكثر تحملًا للحرارة والجفاف.
تجارب زراعية جديدة في المناخ الحار
بدأت العديد من الدول في الخليج العربي في تجربة زراعة محاصيل جديدة لم تكن تزرع في هذا المناخ، بهدف زيادة التنوع الغذائي، ومواجهة تحديات المناخ، ومن المحاصيل الجديدة التي نجحت زراعتها في المناخ الحار، البازلاء التي تم تطوير أصناف منها تتحمل الحرارة، والكينوا التي تُعتبر نوع من الحبوب وتوكل أوراقها أيضًا، والبطاطا الحلوة التي تعد مصدر غذائي غني بالكربوهيدرات والفيتامينات، وأما زراعة الحمضيات فكانت تحديًا في السابق، إلا أن تقنيات الزراعة الحديثة والتكنولوجيا الزراعية جعلت من الممكن زراعة أنواع مثل الليمون والبرتقال بنجاح.
موقع إرسال