المقالات الجديدة

طرائق التدريس :بين المثالي منها و الموارد المتاحة

طرائق-التدريس-بين-المثالي طرائق التدريس :بين المثالي منها و الموارد المتاحة

في عالم التعليم، يُعتبر اختيار طريقة التدريس المناسبة كالعثور على المسار الصحيح للوصول إلى بر المعرفة، فكل معلم يسعى لابتكار بيئة تعليمية ملهمة، لكن المسار نحو النجاح يتطلب أكثر من مجرد حماس، فيتعين على المعلم أن يكون استراتيجيًا، مُراعيًا إمكانيات المدرسة، و الموارد المتاحة، فعند اختيار طرائق التدريس، يجب أن يضع المعلم في اعتباره عدة عوامل: من توفر الموارد الازمة، إلى حجم الصف، و حتى اهتمامات الطلاب، فكل طريقة تحمل في طياتها تجربة تعليمية مختلفة، لكنها تحتاج إلى الظروف المناسبة لتثمر.

طرائق التدريس وظروفها المناسبة

قبل أن يختار المعلم طريقة تدريس ما، من الضروري أن يقوم بتقييم الظروف المتاحة في الصف، والمدرسة، ويرسم في مخيلتة صورة واضحة للموارد المتاحة، والدعم التقني الذي يمكن توفيره، وكيفية تحفيز الطلاب، ومراقبة ردود فعل الطلاب عند تنويع استراتيجيات التدريس؛ لتحديد الأنسب لهم، وهناك بعض طرائق التدريس التي تحتاج الى ظروف مناسبة لتنفيذها، وقطف ثمارها منها ما يلي :

أولًا:التعلم النشط:

استراتيجية التعلم النشط هي نهج تعليمي يركز على مشاركة الطلاب الفعّالة، و خلق بيئة تعليمية ديناميكية تحفز الطلاب على أن يكونوا جزءًا فعالًا من عملية التعلم، حيث يصبحون نشطين بدلاً من أن يكونوا متلقين سلبيين للمعلومات، فهي تعتمد على مجموعة من الأنشطة والأساليب التي تشجع الطلاب على التفكير النقدي، و التعاون، وحل المشكلات. ومن مميزات هذا الاستراتيجية التفاعل والمشاركه كالنقاشات، العمل في مجموعات، والتفاعل مع المحتوى التعليمي، وكذلك تتميز بتنمية مهارات الطلاب، وتتيح لهم فرصة لتطبيق المعرفة في مواقف حقيقية مما يعزز الفهم العميق للمادة، وتحفزهم على التعلم الذاتي.

أمثلة على استراتيجيات التعلم النشط:

  • المناقشات الجماعية
  • التعلم القائم على المشاريع
  • الألعاب التعليمية
  • التعلم من خلال الاستكشاف

الامثلة السابقة عند الحاجة الى تطبيقها فهي تحتاج الي مساحات كافية للحركة، والتفاعل، و أدوات تعليمية: كاللوحات، والألعاب التعليمية. فالتعلم القائم على المشاريع يحتاج لوقت كافٍ، ومناسب لإكمال المشاريع، وموارد، وأدوات يحتاجها الطلاب لإنجاز المشروع مع الاخذ بعين الاعتبار أن يكون الطلاب متعاونين، أما التعلم بالاستكشاف فيحتاج لتوفير بيئة غنية بالمعلومات، وتخضع للإشراف المعلم؛ لتوجية الطلاب خلال عملية الاستكشاف، ولن تكون هذه الاستراتيجية ذات جدوى اذا غاب عن الطلاب الفضول والحماس للتعلم.

ثانيًا: التعلم المدمج:

التعلم المدمج هو نهج تعليمي يجمع بين التعلم التقليدي، والتعلم الإلكتروني (عن بُعد)، وتتيح هذه الاستراتيجية للطلاب تجربة تعليمية متكاملة، حيث يتلقون المحتوى التعليمي من خلال مجموعة متنوعة من الوسائط، بما في ذلك الفصول الدراسية التقليدية، والدورات التدريبية عبر الإنترنت، ويتميز التعلم المدمج بما يلي:

  • مرونة الوقت والمكان: يتيح للطلاب الوصول إلى المحتوى التعليمي في أي وقت، ومن أي مكان، مما يسهل عليهم تنظيم وقتهم.
  • تخصيص التعلم: يمكن للطلاب التعلم وفقًا لسرعتهم الخاصة، مما يساعد في تلبية احتياجاتهم الفردية.
  • تنوع أساليب التعلم: يتيح استخدام مجموعة متنوعة من الاستراتيجيات التعليمية، مثل الفيديوهات، المناقشات، والأنشطة العملية.
  • تعزيز المهارات التكنولوجية: يعزز من قدرة الطلاب على استخدام التكنولوجيا بشكل فعال، مما يعدهم لمتطلبات سوق العمل.
  • تحسين التفاعل: يوفر فرصًا للتفاعل مع المعلمين، و زملاء الدراسة، مما يعزز من تجربة التعلم.
  • تقييم مستمر: يمكن استخدام أدوات التقييم الإلكترونية لمتابعة تقدم الطلاب بشكل دوري، مما يساعد في تحديد مجالات التحسين.

يجمع التعلم المدمج بين أفضل ما في التعليم التقليدي والرقمي، مما يوفر بيئة تعليمية مرنة، وتفاعلية تدعم نجاح الطلاب، و لكنها تحتاج إلى أجهزة حاسوب، أو لوحات ذكية، ومحتوى رقمي (موارد تعليمية إلكترونية)، ومرونة في الجدول الزمني؛ لتحقيق التعلم الذاتي، و هذا النموذج من التعلم يكون أكثر فاعلية مع طلبة متنوعي المهارات.

تجاوز عقبة نقص الموارد عند اختيار طرائق التدريس المناسبة

طرائق-التدريس-المتاحة-1024x1011 طرائق التدريس :بين المثالي منها و الموارد المتاحة

ولو نطقت المناهج وجدران المدارس لصاحت بالمعلم فقالت: استخدام الموارد المتاحة بفعالية، و احرص على التعاون بينك، وبين المعلمين؛ لتبادل الموارد، و استفاد من التكنولوجيا، و الموارد الإلكترونية كالمنصات التعليمية المجانية، أو التطبيقات التي توفر محتوى تعليمي، و احرص يا عزيزي على الابتكار، والتكيف، والمرونة.


Share this content: