تُعدّ ظاهرة المطر الحيواني واحدة من الأحداث الطبيعية الأكثر غرابة والتي حيّرت العلماء والسكان على حد سواء، في هذه الظاهرة تتساقط مخلوقات صغيرة مثل الأسماك أو الضفادع، مع الأمطار، مما يجعلها تبدو وكأنها تمطر كائنات حية، وسكان مناطق عدة حول العالم وثقوا هذه الحوادث التي غالبًا ما تحدث خلال العواصف الشديدة أو الأعاصير.
تفسير الظاهرة
تُفسر هذه الظاهرة بفعل الرياح القوية أو الأعاصير المائية (Waterspouts)، وهي عبارة عن زوابع قوية تشكّل أعمدة من الهواء والماء أثناء مرورها فوق المسطحات المائية، تُلتقط الأسماك الصغيرة أو الضفادع أحيانًا من البرك أو الأنهار بفعل هذه الأعاصير، بعد ذلك تُحمل هذه الكائنات لمسافات بعيدة وتُسقط لاحقًا مع الأمطار على مناطق جديدة.
الأعاصير المائية تتسبب في تشكّل سحب محمّلة بالرطوبة وأحيانًا بالكائنات الحية التي جُذبت إلى الهواء، وعندما تهدأ الرياح تُلقى هذه الكائنات على الأرض، رُصدت هذه الظاهرة في أماكن عدة حول العالم، مما دفع العلماء إلى دراستها بتفصيل أكبر.
أحداث واقعية موثقة:
هندوراس، أمريكا الوسطى: ظاهرة مطر السمك السنوي
تُعتبر بلدة “يورو” في هندوراس أشهر مكان يشهد هذه الظاهرة، في كل عام بين مايو ويوليو تحدث أمطار غزيرة يصاحبها سقوط أسماك صغيرة، وسكان البلدة يحتفلون بهذه الظاهرة التي أصبحت جزءًا من التراث المحلي، وأطلقوا عليها اسم “مطر السمك”.
لاريدو، المكسيك: عاصفة الأسماك عام 1997
في مدينة لاريدو بالمكسيك، حدثت واقعة غريبة عام 1997 عندما تساقطت مئات من الأسماك الصغيرة مع الأمطار، والسكان المحليون أكدوا أن الأسماك كانت لا تزال حيّة عندما لامست الأرض، مما جعل الحدث أكثر إثارة.
كيرالا، الهند: ضفادع من السماء في 2008
في إحدى القرى في كيرالا، شهد السكان سقوط مئات الضفادع الصغيرة بعد عاصفة مفاجئة، وأوضح العلماء أن الضفادع تم حملها من مستنقعات قريبة بفعل الرياح القوية، ثم أُلقيت على المنطقة خلال الأمطار.
تأثير الظاهرة على الناس
الحوادث المرتبطة بهذه الظاهرة تركت انطباعات قوية لدى من شهدوها، فالسحب التي تُسقط مخلوقات حية تُظهر مدى قوة الطبيعة ومدى ضعف الإنسان أمام قوتها، بالنسبة للعلماء تُمثل هذه الظاهرة فرصة لفهم كيفية تأثير العوامل الجوية على المسطحات المائية وما تحمله من مفاجآت.
موقع إرسال