مخاوف من حرب نووية قادمة
في ظل تصاعد التوترات الجيوسياسية بين القوى العالمية، تتزايد مخاوف الشعوب من اندلاع حرب نووية قد تغيّر وجه الحياة على الأرض، خاصة في ظل السباق المستمر نحو تطوير ترسانات نووية متقدمة.
وتنبع هذه المخاوف من صور الفناء الجماعي، والانهيار البيئي، والانقطاع الشامل في الحياة المدنية، وهي صور ترسّخت في الأذهان منذ قصف هيروشيما وناجازاكي.
وأما الإعلام والأفلام الوثائقية فتزيد من هذا القلق، حيث تصور الحرب النووية ككارثة لا يمكن النجاة منها بسهولة، وهو ما يزرع شعورًا بالعجز والخوف من المجهول.
ما يزيد القلق هو غياب الثقة بين الدول النووية، واحتمالية أن تؤدي أي أزمة سياسية أو عسكرية إلى خطأ استراتيجي يشعل شرارة لا يمكن السيطرة عليها.
ويرى البعض أن استخدام السلاح النووي، حتى ولو محدودًا سيفتح أبوابًا من الفوضى يصعب غلقها، ويشعر كثيرون أن العالم بات قريبًا جدًا من “ساعة الصفر”، خاصة مع توسع الدول في برامج التسلح النووي، وعدم الالتزام الجاد من البعض بالمعاهدات الدولية المعنية بالحد من انتشار الأسلحة النووية.
الدول المالكة للسلاح النووي
تتوزع الأسلحة النووية حاليًا بين تسع دول رئيسية، تتصدرها الولايات المتحدة وروسيا اللتان تمتلكان حوالي 90% من الترسانة النووية العالمية، إلى جانبهما تأتي كل من الصين، فرنسا، والمملكة المتحدة، وهي دول معترف بها كقوى نووية في معاهدة عدم الانتشار النووي (NPT).
كما تمتلك الهند وباكستان أسلحة نووية خارج إطار هذه المعاهدة، مع توترات متواصلة بينهما، أما الكيان المحتل فلا يعترف رسميًا بامتلاك السلاح النووي لكنه يٌتهم بامتلاك ترسانة نووية سرّية، وتُضاف إليها كوريا الشمالية التي أعلنت رسميًا امتلاكها للسلاح النووي، وأجرت عدة تجارب أثارت جدلاً واسعًا.
أضرار السلاح النووي ومدى تأثيره
عند استخدام سلاح نووي في بقعة جغرافية، فإن أولى نتائجه تكون مشهدًا كارثيًا يبدأ بانفجار هائل يُدمر كل ما في محيطه خلال لحظات، ويليه موجة حرارية قاتلة قد تصل إلى عدة كيلومترات، ثم تنبعث موجة إشعاعية عالية التأثير تُسبب أمراضًا خطيرة كسرطان الدم والحروق العميقة، وتصيب الناس حتى خارج نطاق الانفجار.
والدمار لا يتوقف عند الحدّ المكاني للضربة، بل يمتد لأميال بفعل الرياح التي تنقل الجزيئات المشعة (السقوط النووي)، فتتشكل سحب سوداء كثيفة من الغبار النووي، تتصاعد إلى طبقات الجو العليا، ثم تسقط لاحقًا على الأرض فيما يُعرف بـ”المطر الإشعاعي”، وقد يستمر تأثيرها لأيام أو أسابيع.
هذه المواد السامة تلوث المياه والتربة، ما يؤدي إلى شلل الزراعة وتهديد الأمن الغذائي والمائي لفترة طويلة، كما يُحدث تغيرات مناخية شاملة.
كيف يحمي الشخص العادي نفسه من تأثير الانفجار النووي؟
الوقاية تبدأ بمعرفة الأساسيات:
- إذا تم الإعلان عن هجوم نووي: يجب الاحتماء في ملجأ تحت الأرض أو في مكان بعيد عن النوافذ وذو جدران سميكة.
- بعد الانفجار: يجب الانتظار على الأقل 24 إلى 72 ساعة قبل الخروج لتجنب السقوط النووي، إذ أن نسبة الإشعاع تكون أعلى في الساعات الأولى.
ومن الضروري تخزين ما يلي:
- مياه نظيفة.
- طعام غير قابل للتلف.
- أدوية أساسية.
- أدوات للعزل مثل الأشرطة اللاصقة والأقنعة.
- ارتداء ملابس طويلة.
- التخلص من أي ملابس كانت في الهواء الطلق فورًا.
والاستحمام بالماء والصابون دون فرك الجلد يقللان من امتصاص الإشعاع، ويجب الحرص على الإغلاق التام للمنزل، وتصفية الهواء (إن أمكن) من الطرق المهمة لحماية الرئتين من التلوث.
نصائح من المتخصصين في الطاقة النووية وتقييم فعاليتها
- المتخصصون في الدفاع المدني والطاقة النووية: يؤكدون أن الالتزام بخطط الطوارئ قد يُقلل من الخسائر البشرية بشكل كبير، مثلًا تقرير لوكالة الأمن القومي الأمريكي أشار إلى أن مجرد البقاء داخل مبنى خرساني بعيد عن مركز الانفجار يقلل التعرض للإشعاع بنسبة تفوق 80%.
- كما ينصح خبراء اليابان بناءً على تجارب هيروشيما وناجازاكي، بضرورة التحرك السريع بعد الانفجار لتجنب السحابة الإشعاعية.
تقييم هذه النصائح يُظهر أنها مفيدة في حال كان الانفجار بعيدًا، ووجود استعداد مسبق، لكنها تصبح غير كافية تمامًا في حال كان الشخص ضمن منطقة الانفجار المباشر أو تعرض لسقوط نووي كثيف، ومع ذلك اتباع التعليمات بدقة يرفع احتمالية النجاة والبقاء بصحة أفضل مقارنة بمن لا يتخذ أي إجراء.
موقع إرسال
- مخاوف من حرب نووية قادمة
- علاقة التغذية بالمزاج العام
- الضحك وفوائده الصحية
- للعيد وجه آخر في غزة
- 100 عبارة تهنئة ب بعيد الأضحى 2025
شارك هذا المحتوى: