
الحج هو الركن الخامس من أركان الإسلام الخمسة، وشعيرة من شعائر الله العظيمة، لقول الله تعالى “ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا”، وقول رسول الله صلى الله عليه وسلم “من حج هذا البيت فلم يرفث ولم يفسق رجع كيَومَ ولدته أمه”.
تنقسم أعمال الحج إلى أركان يجب الإتيان بها جميعاً، ولا يصح الحج بترك شيء منها، ولا يقوم غيرها مقامها، وإلى واجبات يصح الحج بترك شيء منها ويُجْبَر المتروك بدم، وإلى سنن ومستحبات يَكْمُل بها أجر الحاج وثوابه عند الله.
شروط الحج
شروط الحج هي: الإسلام، والبلوغ، والعقل، والحرية، والاستطاعة، والمحرم للمرأة، وهذه الشروط منها ما هو شروط صحة، ومنها ما هو شروط وجوب.
أركان الحج
للحج في الإسلام أركان أربعة من ترك أحدها حتى فات وقته فقد بطل حجه وهي:
1.الإحرام: وهو نية الدخول في النسك مقرونا بعمل من أعمال الحج كالتلبية أو التجرد.
2.الوقوف في صعيد عرفة(عرفات): ووقته من طلوع فجر يوم التاسع من ذي الحجة إلى طلوع فجر اليوم التالي، وليس للمكان المسمى “جبل الرحمة” مزية شرعية عن باقي نواحي صعيد عرفات.
3.طواف الإفاضة: ويبدأ وقته من فجر يوم العيد، والأفضل أن يٌعمل يوم العيد ومن لم يتمكن من ذلك ففي أيام التشريق.
4.السعي بين الصفا والمروة: ويقع بعد طواف الإفاضة أو أي طواف آخر، وللمفرد والقارن أن يقدماه مع طواف القدوم.
5- الحلق أو التقصير لأن النبي صلى الله عليه وسلم أمر به فقال: (وليُقَصِّر ولَيْحِلل) متفق عليه، وعدَّ الشافعية الحلق أو التقصير ركناً من أركان الحج.
واجبات الحج
الواجبات التي يصح الحج بترك شيء منها ويُجْبَر المتروك بدم (شاة أو سُبْع بدنة أو سٌبع بقرة) تُذبح في مكة وتوزع على فقراء الحرم لقول ابن عباس رضي الله عنهما: “من نسي من نسكه شيئا أو تركه فليهرق دماً”، وواجبات الحج هي:
1-الإحرام من الميقات: المعتبر شرعاً لقوله -صلى الله عليه وسلم- حين وقت المواقيت: (هن لهن ولمن أتى عليهن من غير أهلهن لمن كان يريد الحج والعمرة) رواه البخاري.
2-الوقوف بعرفة: إلى الغروب لمن وقف نهاراً لأن النبي -صلى الله عليه وسلم- وقف إلى الغروب وقال: (لتأخذوا عني مناسككم).
3-المبيت بمزدلفة: ليلة النحر واجب عند أكثر أهل العلم لأنه -صلى الله عليه وسلم- بات بها وقال: ( لتأخذ أمتي نسكها فإني لا أدري لعلي لا ألقاهم بعد عامي هذا) رواه ابن ماجه وغيره، ولأنه -صلى الله عليه وسلم- أذن للضعفة بعد منتصف الليل فدل ذلك على وجوب المبيت بمزدلفة، وقد أمر الله بذكره عند المشعر الحرام.
ويجوز الدفع إلى منى في آخر الليل للضعفة من النساء والصبيان ممن يشق عليهم زحام الناس، وذلك ليرموا الجمرة قبل وصول الناس، قال ابن عباس رضي الله عنهما: “كنت فيمن قدم النبيُّ صلى الله عليه وسلم في ضعفة أهله من مزدلفة إلى منى” متفق عليه، وعن عائشة رضي الله عنها قالت: “أرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم بأم سلمة ليلة النحر فرمت الجمرة قبل الفجر ثم أفاضت” رواه أبو داود.
4- المبيت بمنى ليالي أيام التشريق: لأنه -صلى الله عليه وسلم- بات بها وقال: ( لتأخذوا عني مناسككم )، ولأنه أذن لعمه العباس أن يبيت بمكة ليالي منى من أجل سقايته، ورخص أيضاً لرعاة الإبل في ترك المبيت مما دل على وجوب المبيت لغير عذر.
5-رمي الجمار: جمرة العقبة يوم العيد، والجمرات الثلاث أيام التشريق، لأن هذا هو فعل النبي صلى الله عليه وسلم، ولأن الله تعالى قال: {واذكروا الله في أيام معدودات فمن تعجل في يومين فلا إثم عليه ومن تأخر فلا إثم عليه لمن اتقى} (سورة البقرة، الآية 203)، ورمي الجمار من ذكر الله، لقوله عليه الصلاة والسلام: (إنما جُعل الطواف بالبيت، وبالصفا والمروة، ورمي الجمار لإقامة ذكر الله) رواه أبوداود وغيره.
6-الحلق أو التقصير: لأن النبي صلى الله عليه وسلم أمر به فقال: (وليُقَصِّر ولَيْحِلل) متفق عليه، ودعا للمحلقين ثلاثا وللمقصرين مرة.
7- طواف الوداع: لأمره -صلى الله عليه وسلم- بذلك في قوله: (لا ينفرن أحد حتى يكون آخر عهده بالبيت) رواه مسلم، وقول ابن عباس: ” أمر الناس أن يكون آخر عهدهم بالبيت إلا أنه خفف عن المرأة الحائض”.
سنن الحج
ما عدا هذه الأركان والواجبات من أعمال الحج فسنن ومستحبات، كالمبيت بمنى في اليوم الثامن، وطواف القدوم، والرمل في الثلاثة الأشواط الأولى، والاضطباع فيه، والاغتسال للإحرام، ولبس إزار ورداء أبيضين نظيفين، والتلبية من حين الإحرام بالحج إلى أن يرمي جمرة العقبة، واستلام الحجر وتقبيله، والإتيان بالأذكار والأدعية المأثورة.
وغير ذلك من السنن التي يستحب للحاج أن يفعلها، وأن لا يفرط فيها اقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم، وإن كان لا يلزمه شيء بتركها، وهنا بعض هذه السنن:
1.التلبية: وصيغتها “لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك إن الحمد والنعمة لك والملك، لا شريك لك”، ووقتها يبدأ من الإحرام بالحج للقارن والمفرد إلى أن يرمي جمرة العقبة.
2.طواف القدوم: واجب عند المالكية أما عند الجمهور فسنة.
المصادر:
موقع إرسال