

في مطلع عام 2024، أطلقت شركة “آبل” خوذة الواقع الافتراضي والمعزز “فيجن برو” بسعر مرتفع يصل إلى 3500 دولار، مما جعلها واحدة من أغلى الخوذ المتاحة في السوق، رغم أن الخوذة قدمت تجربة فريدة من خلال نظام تشغيل متكامل، إلا أن ارتفاع سعرها وقلة المزايا مقارنة بالمنافسين أدى إلى تراجع المبيعات بعد فترة قصيرة من إطلاقها.
حققت “آبل” مبيعات بلغت 370 ألف وحدة في الربع الأول من عام 2024، وهو رقم يعتبر جيدًا لكنه أقل من التوقعات؛ وبسبب ضعف المبيعات خفضت “آبل” إنتاج الخوذة إلى النصف تقريبًا، من 2000 وحدة يوميًا إلى 1000 وحدة فقط، مما يعكس فائضًا في المخزون وتراجعًا في الطلب.
التحديات الرئيسية:
السعر المرتفع لـ”فيجن برو” يشكل عائقًا كبيرًا أمام المستهلكين، خاصة مع وجود بدائل أرخص مثل خوذ “ميتا كويست” التي تقدم تجارب مشابهة بأسعار أقل.
ووفقًا للإحصاءات فإن 84% من مستخدمي خوذ الواقع الافتراضي يستخدمونها بشكل أساسي للألعاب، ومع ذلك فإن “فيجن برو” لا تركز بشكل كافٍ على دعم الألعاب، مما يجعلها أقل جاذبية لهذه الشريحة الكبيرة من المستخدمين.
كما أن التنافسية الشرسة لـ”ميتا” في سوق الواقع الافتراضي تتفوق بحصة سوقية تصل إلى 60%، وذلك بفضل تنوع منتجاتها وأسعارها التنافسية وتجربتها الشاملة التي تشمل الألعاب والتواصل الاجتماعي والعمل.
ولتعزيز وتحسين أداء “فيجن برو”، تعاونت “آبل” مع شركة “سوني” العملاقة في صناعة الألعاب، يهدف هذا التعاون إلى دعم أدوات التحكم وتحسين أذرع التحكم الخاصة بألعاب “بلاي ستيشن” و”إكس بوكس” مع نظام “فيجن أو إس”، وتطوير نظام التشغيل وتحسين توافق الخوذة مع ألعاب “سوني” وتطوير أدوات تحكم جديدة مثل “العصا السحرية” لتعزيز دقة التحكم.
رغم التحديات لا تزال هناك فرص لـ”آبل” في سوق الواقع الافتراضي، خاصة مع توقعات نمو القطاع إلى 16.73 مليار دولار بحلول عام 2028، يمكن للشركة تحسين فرصها من خلال إطلاق إصدارات اقتصادية، كتقديم نسخة أرخص من “فيجن برو” لجذب شريحة أوسع من المستخدمين، والتركيز على تطوير تجربة الألعاب لجذب المستخدمين الذين يشكلون الغالبية العظمى من مستهلكي الواقع الافتراضي، وجعل الخوذة أكثر توافقًا مع الأجهزة والأنظمة الأخرى لتعزيز تجربة المستخدم.
رغم أن “فيجن برو” بدأت بشكل غير موفّق، إلا أن الفرص ما زالت قائمة لـ”آبل” لتعزيز مكانتها في سوق الواقع الافتراضي، ومع التحديثات والتعاونات الجديدة قد تتمكن الشركة من تحسين أداء الخوذة وجعلها أكثر تنافسية في المستقبل.
المصدر الجزيرة
موقع إرسال